علماء يتقدمون خطوة نحو تطوير أطراف صناعية للمشلولين

علماء يتقدمون خطوة نحو تطوير أطراف صناعية للمشلولين

قال علماء من أمريكا إنهم أجروا تجارب على القردة تبين إمكانية تحكمهم في صور تلفزيونية بقوة الأفكار وإن النتائج التي توصلوا إليها تثبت أنه من الممكن صناعة أطراف صناعية للمشلولين. وقال الباحثون تحت إشراف بيتر إيفت من جامعة دوك بمدينة درهام بولاية نورث كارولينا الأمريكية إن قردة الريسوس تعلمت تحريك ذراعي قرد مرئي على الشاشة باستخدام قوة أفكارها "تطبيقا لمبدأ: أنا أفكر إذا أنا موجود".

وأوضح الباحثون في دراستهم التي نشرت اليوم الأربعاء في مجلة "ساينس ترانسليشونال ميديسين" أن القردة اعتمدت في ذلك على ما يعرف بنقطة تقاطع بين المخ والآلة والتي تترجم إشارات خلايا المخ لديها إلى حركات القرد المقابل على الشاشة. وعبر الباحثون عن أملهم في أن تساهم هذه الخطوة يوما ما في مساعدة المصابين بالشلل في استخدام قوة أفكارهم في التحكم في الأطراف الصناعية.

وأجرى الباحثون منذ سنوات تطبيقات ناجحة على ما يعرف بنقطة التقاطع بين المخ والآلة حيث قدم باحثون من ألمانيا وأمريكا العام الماضي على سبيل المثال امرأة كانت مصابة آنذاك بالشلل منذ 15 عاما في منطقة الجسم الواقعة أسفل الرقبة.
وزرع الباحثون لهذه المرأة جسما في المخ تستطيع من خلاله التحكم بأمان في ذراع صناعية ركبت لها بشكل يجعلها على سبيل المثال قادرة على استخدام هذه الذراع في رفع كوب القهوة واحتساء القهوة. وفي تجارب مشابهة تعلمت قردة تحريك أذرع صناعية أو خيالية موجودة على شاشة الكمبيوتر.

غير أن الباحثين أكدوا أن جميع التجارب التي أجروها كانت تركز حتى الآن على تحريك ذراع واحدة وأن هدف هذه التجارب كان جعل قردة الريسوس قادرة على تحريك ذراعين وهميتين في نفس الوقت. وقال الباحثون إن أكثر ما واجهوه من صعوبة خلال ذلك أنه لا يمكن تمثيل حركة الذراعين في المخ معا على أنها حركة مشتركة لكل ذراع على حدة وإن هناك نماذج تنشيط خاصة في خلايا المخ تتم فقط عند تحرك الذراعين معا.
وضع الباحثون خلال التجارب قطبا كهربيا في مخ قردين يستطيعون من خلاله التقاط نشاط ما يصل إلى نحو 500 خلية عصبية.