يا قاطع الشجرة

[ابن الحته]

وابتدينا المرار
وأول ما ابن اياس يكتب بالسجع تعرف انها أيام سودة





"فعند ذلك اضطربت الأحوال، وتزايدت الأهوال،
وتوجّهوا الرسل الغلاظ الشداد، ولم يرعوا الوداد،
وطلبوا أعيان الناس، وانقطع الرجاء باليأس ...






"وصار الإنسان يخرج من داره، فيرى أربعة من الرسل
في استنظاره، فيكون نهاره أغبر، ويخرج
وهو في أذياله يتعثّر، فيقدحون فيه الزناد،
ولا يرى له من اعتماد "





أيوه .. زى ما قريتوا كدا احنا موكوسين بالأوساخ
نهارنا الأغبر
دا من زمان عرض مستمر ومبيخلصش





حد من آخر تويتر هيقولى يا شهروزة
طب دول طبقة الملاك وبتوع الاوقاف .. يعنى ناس أغنيا
وعلى رأى الجبرتى ف زمن متقدم شوية
يعتبروا من "مساتير الناس" ما يدفعوا
ويكعوا دم قلبهم عادى !
الحقيقة ان مش دول بس اللى دفعوا
أى حد يملك أى حاجة .. انشالله اوضة من غير سقف .. كع

ابن اياس بيحكى الواقعة وتلمح القهرة بين سطورها
"وقد جرى في هذه الواقعة أمور عجيبة وحكايات غريبة،
فمن ذلك ما قيل إن بعض الرسل توجّه إلى نحو الحسينة ،
فأتى إلى أمرأة ساكنة في حوش، ولم يجد عندها شيئا
من متاع الدنيا، فطالبها ذلك الرسول بأجرة الحوش
التي هي ساكنة فيه

وعليكى مبلغ كذا وقدره
" فجاء عليها من الأجرة عشرين نصفا
عن مدة خمسة أشهر"
وادفعى
والست ع الحميد المجيد
"فلم تجد شيئا تعطيه للرسول"
يسكت وينصرف عنها ؟
لأ طبعا
" فأغلظ عليها وخرج منه الحدّ"
لقت نفسها هتتبهدل
" فلما رأت منه ذلك كان عندها شجرة نبق في الحوش
فقالت له: اقطع هذه الشجرة وبعها
وخذ ثمنها في نظير ما جاء عليّ "

وبكل بلادة حس
"فأحضر بالقطاعين وقطع تلك السدرة وحملها ومضى "
اللى ف الصورة دى هيا شجرة النبق لمن لا يعرفها





وف اللغة العربية هى شجرة السدر

بس بقى
"وقد حصل للمرأة غاية الضرر لقطع شجرتها
التي كانت تستظلّ تحتها في أيام الصيف"
الهى يقطعوا عنك نور قبرك لحد يوم القيامة يا بعيد
انتا واللى شغلك واللى شغلهم

بصوا الواقعة دى متسقة جدا مع فترة قايتباى
وابن اياس على اعجابه بيه بيوصف الموضوع بتاع الضريبة
ام 5 شهور مقدم وقبلهم شهرين دى بإنها
"وكانت هذه الحادثة من أشنع الحوادث
في دولة الأشرف قايتباي "
والراجل بيبعبع بقى وبيسيّح له ويقول ..




"ويا ليته أصرف هذا المال في شيء عاد نفعه
على الناس، ولكن أصرفه في غير مستحقّه
وضاع في البطال ولم ينتفع به"
بيلقح طبعا على إن كل الهيصة والهوليلة دى
ومصر وقعت تحت سنابك خيل العثمانلية ف نهاية الامر
وما نابنا الا الفقر والبهدلة ف كل مرة !

[ابن الحته]

ودا ببساطة لأنه كان سلطان قوى ..
لكن القوة دى كانت كمان ف الفساد والظلم ..

الاخ ابن شاهين الظاهرى ف نيل الأمل فى ذيل الدول
بيحكى عن الواقعة دى وبيقول ان الناس يا عينى
من كتر الكرب اللى هما فيه واحد فيهم اتشجع
وطلع المقطم يقول جااااااااى
"فيه سمع صوت من جبل المقطّم المطلّ على حوش
السلطان بحيث يسمع السلطان ذلك، وفيه الحط عليه
وتخويفه وتحذيره وبال ظلمه
وعاقبة ذلك أن يقطع عما هو فيه"

"وكان قد اشتدّ الطلب على الناس بسبب جباية ما فرضه
من الخمس شهور، حتى أزعج هذا الصوت السلطان
وبعث من يترصّد ذلك، فلم يوجد ..."
والناس اتندرت بالواقعة دى
ان ست قالت اتجاه الصوت بكرة يجيبوك من قفاك
فرد عليها
«إن كانوا هم شطّار فليحصّلوني»

بس والقصة خلصت
...
لكننننن

عاوزة أقول ان قايتباى ف كتب التاريخ
تذكر عنه حكايات ..
عن حنكته وحسن ادارته للبلاد
ف اوقات خطر ..
وتلعيبه للمماليك كما القرود ومسايستهم
..
لكن .. عن حوار الفلوس
الفلوس دايما شاحة وأجيب منين ؟
لكن وقت بنا المنشئات زى مساجده ووكالته وسبيله الخ
انوجدت بمنتهى البساطة وسبحان الله !

ابن اياس كاتب صفحة بحالها عن العماير
والحاجات اللى بناها وصرف عليها ف مصر والشام
حاجة كدا ... أموال طائلة دا غير التجريدات ام ملايين دى
غير شرائه للمماليك والصرف عليهم لشراء ولائهم ..

وبلاوى كتير طول منتا ماشى تقرا ف سيرته
اللى أمتدت كسلطان قرب التلاتين سنة

بيمص دمنا وبينهش ف لحمنا

وخلى الشعب ف اوقات يشتهى الموت عشان الكرب
اللى شافه عشان البايا يتمم مشاريعه وانجازاته
وبرضو ف النهاية كله منفعش ببصلة
ليه يا شهرو ؟

الراجل دا مات سنة 1496 م حكم بعده ابنه ابو السعادات
وحكم بعد كدا 4 من مماليكه ف فترة قليلة
أخرهم كان قنصوه الغورى
ثم جاء طومان باى ابن اخو الغورى
كل الهيصة دى بقى حصلت وخلصت سنة 1517م
بسقوط مصر ف براثن سليم الاول
يعنى بعد حوالى 20 سنة وشوية فكة .. البلد انهارت !
والانهيار حصل رغم انه كان سلطان قوى ..
لكن القوة دى كانت كمان ف الفساد والظلم ..

العسكر المرتزقة المماليك المتنافسين على العرش
ومشغولين بقتل بعض الطمع والشهوة للسلطة
وتستيف المال والجوارى والعيشة المرتاحة

وعشان بناء الحجر اللى أهم عند الحاكم من البشر
الانسان اللى كان لازم يتحافظ عليه
عشان لما تيجى ايام سودة عليه يفضل فيه نفس يقاوم !!

لكن هنروح ونقول لمين ... ؟!

المذهل بقى ..
ان قايتباى كانوا بيحكوا عن انتمائه الصوفى ويفيضوا بقى
مثلا لما عرف ان احد مماليكه كان واقف بمكان عالى
ووقع لإنه كان سكران فرفض يصلى عليه
بينما صلى على ست غريبة
شاف جنازتها صدفة ف الطريق ومحدش ماشى فيها






ومش مهم كل النهب والفساد والظلم والدم
المهم نروح نجيب الكرسى للبنت تقعد عليه
فالناس تنبسط وتقول الله

[ابن الحته]

وبينما لا يتورع نفس الحاكم الحنوووون
عن انه يعرى الناس من أى حاجة يملكوها ف سبيل تحقيق
احلامه ولأ انا مبغلطش وانتوا اللى مبتشتغلوش الخ
والمواطن بالنسباله عبارة عن سيالة فلوس
لازم تنفتح كل شوية وادفعوا
وجو استقطاع كدا وعلى رأى سلطان السكرى
"ما تدفع .. منتا كانز"

واخيراااا
بمناسبة قطع الشجر
اللى - وان اختلفت الأسباب- يبدو انه تراث قديم عريق
فاحنا عاوزين الأوستاذ على الحجار يعملنا غنوة جديدة
على نهج الغنوة القديمة الجمييييلة التراثية بتاعته ويسميها
"يا قاطع الشجرة"
قعدت عليك بقرة
وفطستك يا بعيد