وتركتموني

[عواد الهران]

***** وتركتموني *****

شيعت عزيزا قبل ايام, وظهرت امامي صور الحياه والموت
والعمل لحياة الانسان....فتذكرت خاطره سبق وكتبتها:

وتركتموني:

( رساله من نزيل قبر لمن شيعوه ..وغيرهم )
مشوار ليس بالبعيد ...من المستشفي للمسجد للمقبره,
يجعل الشاهد على هذه الرحله, بستعرض حياته.

وتركتموني... تحت الارض وحيدا...ولكن هناك من هو
معي قبل وبعد..جزاكم الله خيراً,وعظم الله اجركم وضاعفه.

عفواً ,

لم اكتب شيئاً جديداً..ساكتب مايعرفه الجميع,
فقط للتذكير, والتامل.

صدقاً وحقيقه ماوعد الله به,وبلغنا به من رسول يوحى اليه.
الموت, انه الحق الذي لاجدال فيه, اتيت لهذه الدنيا مولودا
لااحمل مالا ولا علما ولاأسما وعاريا وضعيفا.والبسوني ردا ابيض
( المتعارف عليه للمولود ) .

وعشت حياتي كما كتبت لي,
وياتي السؤال الكبير : هل كانت حياتي كما ارادها الله؟
ام أخطأت ونسيت , تكاسلت ولهوت, عصيت وتكبرت؟

درست من الدنيا وصرت متعلما من تجاربها ولي اسما ولدي ماانعم
الله على به, وتركت كل هذا ورائي, الا ماكان لله فقد رافقني, والبسوني
رداء ابيض / الكفن,ولم اختار هذا اللباس ولا ادري من دفع قيمته.
خرجت من الدنيا بعد مشوار محدد بدار الدنيا وخرجت كما جئت ,شكلا وطريقة,
الا ان هناك زرع العمر, بمسرح الحياه والذى حان حصاده, انه العمل, وجواب / لما
خلقنا الله؟

تركتموني يااهل الدنيا...
روح صعدت لخالقها لانها امانه ,
وجسدا اعيد لما خلق منه.

منذو ساعات , بين المشفى والمسجد تجردت من الاسم واللقب,واعطيت
الاسم الحقيقي,ينادوني : الميت, الجثه.

الى ان وصلت قبرى ,داري الجديده والموعود بها:
اول مرحله من مراحل حياتي الثانيه.

لم اتكلم عنها, انها ماقبل الخلود / البرزخ , بلغنا عنها, ووصفت لنا, ونحن
في قوانا وقوتنا. اعرف انكم على عجل لمغادرة هذا المكان ,لهذا السبب
ساختصر واوجز مااقول:

فقط... تصوروا انفسكم مكاني !
خذو العبره والتامل رغم معرفتكم بها.

لو تصورتكم ووصفتكم لقلت :

منكم من لايعرفني, ولكن جاء لطلب الاجر بمتابعة الجنازه والدفن. جزاه
الله خيرا, وهو زرع دنيوي يحصده بالاخره.

ومنكم من بعرفني او يعرف احد من اسرتي,جاء لطلب الاجر او مجامله
واثبات حضور, انها الدنيا ومصطلحات المصلحه.

ومنكم من وجهت له دعوه, عبر الرسائل التواصليه. نداء الاجر والثواب,
والتلبيه غير ملزمه.

ومنكم العائله والاصحاب والاقارب. جزء من حياتي الدنيويه.

ومنكم اهل بيتي : زوجتي واولادي وبناتي وعائلاتهم. احببتهم, وكانوا
اولويات اهتماماتي.

وتظهر الملامح:

منكم من يعتبر ويذكر الله ويدعو لي بالثبات.
منكم من يبكي بحرقه لفقداني.
ومنكم من يمثل لاظهار صورته امام الغير.
ومنكم من يصمت بتعابير تتمشى مع الحدث.
ومنكم من يعدد الحسنات والسيئات, وكانه يحاسبني,
ومنكم من يعبث بجواله بعالم اخر.
ومنكم من يقارن عدد الحضور بجنازه اخرى.
ومنكم ....الكثير.

وتركتموني...

وبالعزاء؟

العزاء سنه, ومواساه ,لاهل بيتي, وعائلتي الكبيره,
ولكن قد يتحول الى مناسبه لاعلاقه لها بالعزاء....

اسعدكم الله.....وشكرا لكم...ولا تنسوني من الدعاء.

بقلمي/ عواد الهران